الخميس، 3 يناير 2019

هكذا تكلم غيلان الدمشقي

هكذا تكلم غيلان الدمشقي *

للوجود جوابُ في ذاتنا، وأجوبةٌ كنور الفجرِ شفيفةٌ لا تكاد تُرى من ظِلال الواقفين حشرا وضوضاءً او تحسُ وتسمعُ الغافلين منها ركزا، إلا الملقين اسماعهم في افئدتهم ومن ألقى بالعرفان حواسه فهو مثلي بعد ذلك بالجواب شهيدُ.

على الصليب جوابُ موتي، ودوما كان صليب الجاهلين جواب المتسائلين مثلي ومقصلةَ الاسئلة!، في دمي المراق زورا وبهتانا صوت يصيح براءة ذنبي، لا يسمع الملقين ابصارهم علي إلا لون موتي فيه وعلى اذانهم منه وقراً.

يا صاحب الصليبِ، اجب مقالي وكن ذو حجةٍ ولا تكن لفراعنة الارض نصيرا، أكتب الاله موتي صلباً قبل ان أبوح قولي الذي صليت بسببهِ ام ان اقول قولي هذا ومقالي لكي أصلب بعد ذلك وحاشاهُ، ام كتب عليك الاله بالصحف الاولى ان تكون قاتلي لما لم أقله بعدُ تلك إذا قسمة وربي ضيزى!، فهل أوجدت لأكون المصلوبا لقولٍ لم اكن بحبسه صبراً ولا انت بفعلك قتلي تقدر ان لا تكون قاتلي، وقبل ان توجد ونوجد كنت المقتولُ وكنت القاتل، فنحن آلةٌ تحركها خيوط الاقدار فلا حرٌ ولا عبدُ!.

يا صاحب الفتوى، لا تجتهد في قتلي ولا زندقتي، إنا سواءٌ فيما كتب علينا قبل ذلك وما سأفعل وما تعمل، لا تلتمس ربات الكتب الاولى ولا عنعنةً ولا قرآنا، قد كتب الاله من قبلُ بأن أُقتل وما تنطق!، ومن لصليب سيرفعني ومن مِن العوام حين ارفع سيشهدني وحين انزل من الصليب من سينهال على وجهي الثرى ومن سيلعن!، أوليس هذا زعمكم بالجبر يكون وما كان وما لم يكن بعد كيف دون فعلٍ لم يكن!، ان الخشب والحديد في هذا الصليب ليدمع وينوح وهو يسمع! لما زعمتم وما انا ازعم!، فكلنا بهذا المقال سواءٌ، ننشر وبالمطارق نضرب، وحاشا الاله وعلمه ان نكون أخشابا وحديدا بمطارق القدر ننشرُ ثم نطرق!.

يسيل دمي على اخاديد الطرقات وشعابها يا أصحاب المدينة وهو يقول: ان نكون في القدر سواءٌ لا ارادةٌ ولا حرية، فما ذنب صاحبي ان يزندق وان يلعن وانا وهو وانتم سواءٌ نجري بدفع الاقدار بشعابِ الصحف ونحن ندفع، كقطرة بسيل جارفٍ لا تنهي ولا تقدر وهي لما حكم مجرى الارض فيها تنتهي ثم تستقر، فهل منكم يسمع؟.



* غيلان الدمشقي، متكلم مسلم اعدم صلباً في عهد الخليفة الاموي هشام بن عبدالملك، لمهاجمته مذهب الجبرية واقرارة حرية الارادة وتم الافتاء بزندقته وكفره رغم انه كان عاملا عند الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز ومن خواصه.



                        عبد العزيز عمر الرخيمي