السبت، 21 نوفمبر 2015

تجليات فلسفية: تهافت الكُتاب والقارئين

تجليات فلسفية:
تهافت الكُتاب والقارئين!

ضوضاء تجتمع معجبه في حضرة إعصار!، هذا بنظري يختصر المشهد بهذه السنتين لفعالية معرض الكتاب الدولي في الكويت، فلا الضوضاء فيه كلامٌ يسمع ليفهم وربما إن سمع فلا يتعدى أن يكون اضغاث حديث لا معنى له، معجب بإعصار جمع ما لا ينفع مع ما ينفع لا يرتجى من خلفه إلا الفوضى والدمار!.

في الحقيقة أن ما ساق كل هذه الجماهير ليس تفاهة ما هو معروض، ولا تفاهة سادت مجتمعنا، بقدر ما هو العقل الجمعي، الذي جرف البشرية لما هو أسوء من هذا، وأتفه منه أيضا سلوكياً!.

فكم منا جميعا، عقلائنا قبل سفهائنا، جرى مع تيار لا يؤمن به، بل يشمئز منه، فقط خوفاً من الشذوذ أو محاولةً للاقتناع بما لم يسطع به أقتناعا!، ربما يرجع لسبب أننا مجتمع يرى ان الحق يجلس دائما خلف الاغلبية! ، أو ربما لاننا كميين لا كيفين، نرى الغُلبه لمن هم أكثر عددا!.

أعداد هؤلاء الروائيين أو مدعيين المهنه، بازدياد تصاعدي، لا يعني ان المجتمع او الذوق العام انحط فعلا، بل ان من يساقون خلف العقل الجمعي بإزدياد من كلا الطرفين، وكلاهما يستغل وجود الاخر كأي طفيلي.

يرى مدعي الروائية إن السوق في ذروته، والمجاميع تزداد لما يسمن وما لا يسمن، بل حتى لما لا يغني عن جوع، فقط لانه تنبه إن المجاميع مثله تماما لكن في الموقع المغاير، تسوقها مع العوامل الجمعيه عوامل فردية، حب الوجاهة والتميز، ففيهم الكثير ايظن خطئاً، أن وقوفه في هذا المكان يعني بأن يُرى بعين الاحترام كمثقف وحاضر ولا يفوته اي شيء بعالم الكتب والعلم!، فيغرق الاثنين بوهم هم من بدا طوفانه!.

إنها جموع تحاول إيجاد ذاتها، إن اثبات الذات حاجة أساسية للانسان في مجتمعاتنا الخليجية التي توفر لها الحكومات الريعية ابسط الاحتياجات الانسانية، فبدلا من نقدها الاقوم أن نتركها بفوضائها حتى تنتظم، لطالما أمنت ان اغلب من يستقطبهم الارهاب اولا وما ادنى منه مثل المخدرات والسلوكيات التافهه ليس سبب الا فراغ وجودي يحاصر هؤلاء الشباب دون اجابة ، ما قيمتنا بالحياة دون هدف ؟ ما الهدف الذي يحقق لنا ذاتنا؟ ان مثل هذه النشاطات حتى لو المشي العشوائي داخل صالات معارض الكتاب او الفنون تكفي ان تستقطب اكثرهم وتعطيه هدافاً وغاية وتبتلعه.

ان الجانب المضيئ في هذا كله، ولكل سيئة تتبعها حسنه، بإن هذا التهافت من كل الطرفين، كُتابا
 كانوا ام قراء، لمح مضيئة والذوق أو الاختيار سيصحح نفسه مستقبلاً ما إن تتوسع كمياً قراءة القراء ويبدأون بفرزهم ومن ثم رفع ما يستحق ان يرفع وتجنب من يستحق ان يتجنب ويتهافت السيئون منهم ويبقى الطيب، كما يبدا الطفل عبثياً وغير متزن الحركة، ومن ثم يعي ذات ويتزن ويكون خلاقاً، الظاهر تكون كذلك، تبدا غير واضحة ثم تصحح نفسها كإي ظاهره طبيعية وكالانسان أيضا واما الزبد فيذهب جفاءً واما ما ينفع الناس فيمكث في باطن مكتبات التاريخ.

عبد العزيز عمر الرخيمي

الجمعة، 30 أكتوبر 2015

في إمراة لا توصف!

في إمراة لا توصف!

لا أدريّ، حين لعبت ريحٌ بسواد شعرها
أكسفت شمس النهارِ!
أم من شعرها كاد أن يستعجل
بقدومهِ الليلُ!.
فياليتها، حين جمعت الليل في سواد شعرها
وأفِلت ببدر وجهها
أخذتني كوكباً في مدارها
أو نجمةً أافلُ حين هي تأفلُ.


عبد العزيز عمر الرخيمي

الثلاثاء، 13 أكتوبر 2015

تجليات فلسفية: اليقين الزائف وآيات الدجاجلة

تجليات فلسفية:
اليقين الزائف وآيات الدجاجلة

كما أن لكل دجال، معجزة علمية مقنعة بعض الشي للسذج، كذلك لكل علم زائف جانب يكون منطقي بعض الشي لمحدوديّ الافق!، أغلب منيؤمن بعلم الابراج، يعول او يدعم ايمانه بها، بسبب منطقية الجانب التحليلي لشخصية كل برج مع صاحبه تطابقا ولو جزئيا!، والبقية الباقية،تؤمن بالجانب التحليلي فقط، رغم كفرها بهذا العلم كافة!، فقط لان شخصيته متطابقة لما يقدمه البرج من تحليل عنه!، في الحقيقية، تحليلشخصيات البرج المزعومة، عامة جدا و وهمية.

فأي شخص ممكن ان يجد شتات شخصيتك بجميع الابراج!، كما ان شخصية البرج (ب) مثلا، لا تتطابق كلياً، مع الشخص المعنيبشخصية برجه المزعوم، كإي زيف قول وتحليلات عامة!، النفس البشرية اعظم من ان تنحصر في ١٢ شخصية فقط، شخصيات البشرتتداخل وتمتزج بكل شخصية تم رصدها وتدوينها منذ الازل، كما ان توجد الشخصية التي تتخذ الكذب وسيلة، توجد ايضا تلك التي تكذبلغاية وهلم جرا!، كذلك لباقي الصفات البشرية، كما ان الكاهن، يطرح اخبار عامة ليبني عليها باقي نبوءته الكاذبة، كذلك الابراج تعتمد علىجانب شخصيات الابراج لنفس الغاية، تزيين اولها بزخرف القول، ليبتلع المتلقي اخرها بيقينيه!، ودائما مبتدأ الامر ليس كأخره!.

إما المسألة الاخرى والاكثر  تدميرا للمؤمنين بهذه الابراج وتحليلاتها الشخصية، هي جبرية قالب البرج مع صاحبة المؤمن به!، إذ ان صاحبالبرج (أ) بحكم ايمانه بأن البرج حقيقي وحتمي، لن يتجاوز أنه يمتلك الصفة (ج) وإن كانت سيئة ويحاول على الاقل تطوير نفسه وتطهيرطباعة بإزالتها!، إنها الجبر والحتمية التي طالما قاتلتها البشرية بالفلسفة واللاهوت والدين!، فإن كنت أنت (أ) صاحب البرج (ب)، لن تعود(أ) بل (ب) مهما حاولت تطوير نفسك لايمانك بالبرج (ب) سلفاً!، ناهيك عن عدم التوافق بين البرج صاحب البرج (ج) الذي يحذرك منه هذاالعلم الزائف ويقول لك ان لا توافق بينكما ابدا والبتهويحصر خياراتك ربما في عدد من الابراج القليلة وهم (١٢) برجاًاي ان خياراتكستقل لـ ١١ خياراناً على الاقلوربما اكثر!.

تاريخيا ظل التنجيم علماً زائفا وليد الجبر والحتمية الدينية في عصور اديان السحر والوثنية، ولكن صناع تلك الحرفة لطالما كانوا اذكياءبالالتفاف على احكامهم التي يعرفون انها زيف بطريقة ذكية جداً!، كان احد الحكام في العصر القديم يريد تدمير مدينة ميديا المعروفةبالعصر القديم فسأل المنجمين عن الطالع، وقالوا له: ان دولة عظيمه ستتحطم، استبشر الملك وقاتل ميديا وهزم!، فرد المنجمين بذكاء كنانقصد دولتك!، هذا ما يحصل مع اي مؤمن بالابراج وتحليلاتها، قد يقول واكيد سيقول مبرراً ايمانه: ربما الخطأ مني!.

عبد العزيز عمر الرخيمي

الجمعة، 25 سبتمبر 2015

تجليات فلسفية: ادم الجنتين وفقدانهم مرتين

تجليات فلسفية:
ادم الجنتين وفقدانهم مرتين


"هذهِ الأرْضُ لَيْسَتْ سَمائي، ولكنَّ هذا الْمَسَاءَ مَسَائِي 
والْمفاتيح لي، والْمآذن لي، والْمَصابيح لِي، وأَنا 
لي أيْضاً، أنا آدَمُ الْجَنَّتَيْن، فَقَدْتُهُما مَرَّتَينْ 
فَاطْردوني على مَهَل،
وَاقْتُلوني على مَهَلٍ،
تَحْتَ زَيْتونَتي،
مَعَ لوركا.."

محمود درويش

من أشد مآسي مراحل ما بعد الطفولة، ليس فقط سقوط ستار المثاليه عن هذا العالم ولا سقوط ردائه الوردي المطرز بنجوم الفرح بينما ينكشف جسد هذا العالم البشع، بل انفصالنا عن الزمن تدريجيا، لتصبح اكثر الايام فرحاً تسبب لنا أزمة (وجودية) كهذه الاعياد مثلا، التي نؤمن يقيناً انها ليست لنا أنما علاقتنا بها انتهت  منذ غادرنا جنة الطفولة!.
الامر ما بين الطفولة والفتوة الى الشباب ثم الكهوله، اشبه بمأساة ادم الاولى، يتم قذفنا لعالم اشبه بجنة ادم لنسئم سريعاً من نعيمها ونتمنى الفتوة حتى وإن كانت خطيئة وشقاء بديلاً عن جنة يأتينا  زرقنا  رغداً!، كان العالم خلف أبواب بيوتنا اشبه بجنان مجهوله اوسع من جنتنا المعلومة، وما ان نكبر بكل تلهفنا للفتوه والشباب حتى نصدم بالشقاء ويتردد في اذاننا قول الله: (فلا يخرجنكم من الجنة فتشقى)، شيطاننا كان الخيال الذي اصبحنا يرافقنا في الفتوه ثم الكهوله ثم الشيخوخة.
نسامره الحنين بكل مرحلة تذهب ولا تعود وكأننا بعد خروجنا من جنة الطفولة، نتساقط في وادي الظلمات لتتلقفنا طيور الشقاء الانساني لتلتهم كل أجزاء سعادتنا.

عبد العزيز عمر الرخيمي

الثلاثاء، 15 سبتمبر 2015

تجليات فلسفية




تجليات فلسفية


سؤالٌ يلد سؤال ولا جواب !
من قبة فكري تجلى ظل الكون فيّ !
أو كأني تجليتُ ومضةً لهذا الكون !
سؤالٌ يلد سؤال كأنهُ جواب ! 

أواقعنا الملموس وجودٌ ؟ أم هو خيال ؟
أم نحن فكرةٌ دبت لهُ من ذات الإله ؟
أم نحن قصة كتبت و واقعنا المرئيُ مسرح
يروى بنا ويرى الادوار معنا أهل السماء!
  ألك الخلود يا أسمي ولي أنا بعدك الفناء !
وأنت مثلي خلقت بحبرٍ وأنا خلقت بماء !
أعدلٌ هذا وأنت خلقت بعدي
وأنا قبلك هبطت من سماء !

أسجني أنت يا جسدي وأنا فيك روحٌ مقيدة !
كفراش الحقل ينتظر يوماً
كسر ما عليه من شرنقة !
و ألساني؟ ترجماني وعيوني حاجبيّ
يشرحا لي ما حولي من خبر!
أأنا المليك لهم أم أنا لهم أسير ؟
هل يا عقلُ أنت نعمةٌ ؟
أم لعنة على العالمين ؟
من قوية عليه جعلته معذباً بالفكرِ حول الحاضرين
ومن قوى عليك صار نقمة ً للعاقلين !
أهل يا فكرُ أنت عظيمٌ ؟ أم أعظم منك الكلام ؟
تموت ليحيى على أرض الشفاه حديثُ
ثم يموت في مراسي الأذن الكلامُ!
ليعود فكرةً في عقول الأنام !
كم كريمٌ أنت يا عشقُ كشجر السنديان
تضحي بوقوفك دهورا لتظل الانام !
وأن سقطت صرت أقلاماً
يكتب فيها العشاق رسائل الغرام !
أهل يا شهوة أنت خدعة ٌ فيني فقط لتكاثر !
زرعتها الطبيعة فيّ لأزرع بالمتعة بعضيّ ببعضي
حين تسترجع الارضُ مني بعضها في المقابر !

وفي من تسكن يا ضعفُ
وفي من أنتِ يا قوة ؟
أفي اللين ضعفٌ وفي الصلابة فعلا تسكن القوة ؟
إذا لماذا يذيب الجليد فحيح حر فمي
ويكسر عظم يدي تطويق لينُ جسد أفعى !

سؤالٌ يلد سؤال ولا أعرف إلا جواب
أني خلقتُ لأسأل وأخلق ألف جواب
ويتجلى في فكري قبسٌ من نور الإله 

عبد العزيز عمر الرخيمي