الجمعة، 25 سبتمبر 2015

تجليات فلسفية: ادم الجنتين وفقدانهم مرتين

تجليات فلسفية:
ادم الجنتين وفقدانهم مرتين


"هذهِ الأرْضُ لَيْسَتْ سَمائي، ولكنَّ هذا الْمَسَاءَ مَسَائِي 
والْمفاتيح لي، والْمآذن لي، والْمَصابيح لِي، وأَنا 
لي أيْضاً، أنا آدَمُ الْجَنَّتَيْن، فَقَدْتُهُما مَرَّتَينْ 
فَاطْردوني على مَهَل،
وَاقْتُلوني على مَهَلٍ،
تَحْتَ زَيْتونَتي،
مَعَ لوركا.."

محمود درويش

من أشد مآسي مراحل ما بعد الطفولة، ليس فقط سقوط ستار المثاليه عن هذا العالم ولا سقوط ردائه الوردي المطرز بنجوم الفرح بينما ينكشف جسد هذا العالم البشع، بل انفصالنا عن الزمن تدريجيا، لتصبح اكثر الايام فرحاً تسبب لنا أزمة (وجودية) كهذه الاعياد مثلا، التي نؤمن يقيناً انها ليست لنا أنما علاقتنا بها انتهت  منذ غادرنا جنة الطفولة!.
الامر ما بين الطفولة والفتوة الى الشباب ثم الكهوله، اشبه بمأساة ادم الاولى، يتم قذفنا لعالم اشبه بجنة ادم لنسئم سريعاً من نعيمها ونتمنى الفتوة حتى وإن كانت خطيئة وشقاء بديلاً عن جنة يأتينا  زرقنا  رغداً!، كان العالم خلف أبواب بيوتنا اشبه بجنان مجهوله اوسع من جنتنا المعلومة، وما ان نكبر بكل تلهفنا للفتوه والشباب حتى نصدم بالشقاء ويتردد في اذاننا قول الله: (فلا يخرجنكم من الجنة فتشقى)، شيطاننا كان الخيال الذي اصبحنا يرافقنا في الفتوه ثم الكهوله ثم الشيخوخة.
نسامره الحنين بكل مرحلة تذهب ولا تعود وكأننا بعد خروجنا من جنة الطفولة، نتساقط في وادي الظلمات لتتلقفنا طيور الشقاء الانساني لتلتهم كل أجزاء سعادتنا.

عبد العزيز عمر الرخيمي

الثلاثاء، 15 سبتمبر 2015

تجليات فلسفية




تجليات فلسفية


سؤالٌ يلد سؤال ولا جواب !
من قبة فكري تجلى ظل الكون فيّ !
أو كأني تجليتُ ومضةً لهذا الكون !
سؤالٌ يلد سؤال كأنهُ جواب ! 

أواقعنا الملموس وجودٌ ؟ أم هو خيال ؟
أم نحن فكرةٌ دبت لهُ من ذات الإله ؟
أم نحن قصة كتبت و واقعنا المرئيُ مسرح
يروى بنا ويرى الادوار معنا أهل السماء!
  ألك الخلود يا أسمي ولي أنا بعدك الفناء !
وأنت مثلي خلقت بحبرٍ وأنا خلقت بماء !
أعدلٌ هذا وأنت خلقت بعدي
وأنا قبلك هبطت من سماء !

أسجني أنت يا جسدي وأنا فيك روحٌ مقيدة !
كفراش الحقل ينتظر يوماً
كسر ما عليه من شرنقة !
و ألساني؟ ترجماني وعيوني حاجبيّ
يشرحا لي ما حولي من خبر!
أأنا المليك لهم أم أنا لهم أسير ؟
هل يا عقلُ أنت نعمةٌ ؟
أم لعنة على العالمين ؟
من قوية عليه جعلته معذباً بالفكرِ حول الحاضرين
ومن قوى عليك صار نقمة ً للعاقلين !
أهل يا فكرُ أنت عظيمٌ ؟ أم أعظم منك الكلام ؟
تموت ليحيى على أرض الشفاه حديثُ
ثم يموت في مراسي الأذن الكلامُ!
ليعود فكرةً في عقول الأنام !
كم كريمٌ أنت يا عشقُ كشجر السنديان
تضحي بوقوفك دهورا لتظل الانام !
وأن سقطت صرت أقلاماً
يكتب فيها العشاق رسائل الغرام !
أهل يا شهوة أنت خدعة ٌ فيني فقط لتكاثر !
زرعتها الطبيعة فيّ لأزرع بالمتعة بعضيّ ببعضي
حين تسترجع الارضُ مني بعضها في المقابر !

وفي من تسكن يا ضعفُ
وفي من أنتِ يا قوة ؟
أفي اللين ضعفٌ وفي الصلابة فعلا تسكن القوة ؟
إذا لماذا يذيب الجليد فحيح حر فمي
ويكسر عظم يدي تطويق لينُ جسد أفعى !

سؤالٌ يلد سؤال ولا أعرف إلا جواب
أني خلقتُ لأسأل وأخلق ألف جواب
ويتجلى في فكري قبسٌ من نور الإله 

عبد العزيز عمر الرخيمي