تجليات فلسفية: إن عالم بلا وهم لا حياة فيه!
ذاك التائه بالصحراء تراهُ سينجوا لولا مناداة السراب له؟، قطعاً لا!، فلولا هذا الوهم الذي يوحيه ان رحلته مع الموت قد شارفت على الانتهاء لستسلم لليأس وهلك!، للوهم اوجه ادانها شكلُ من اشكال الامل، بل ليس الامل إلا وهمٌ في اقصى حالاته، لولاهُ لما حُفزت غريزة البقاء فينا واستمرينا في الحياة!.
إن الوهم للروح كما الادرينالين للجسم، تفرزه عقولنا لتبقى ارواحنا تصارع ما يعانية الجسم بل لتطير به ان شارف على الاستسلام، في أشد حالاتنا وأصعبها، وربما أولئك البائسين اليأسين وعلى شفى حفر الموت، هالكون لانهم توقفوا عن انتاج الوهم، وتوقفت ارواحهم من تعاطي الامل!.
إن أعظم الاشياء التي تحفز اروحنا للحياة ليس أكثرها إلا وجهاً من اوجه الامل، الاحلام التي نصارع على تحقيقها تبقى وهماً قبل ان تولد على الواقع، بل وذاك الحب الذي نجري في ميدانه قد يثبت الدهر انه ليس الا وهماً قطعنا مسافة كبير في الحياة لاجله!، نحن نتعاطى الاوهام لنعيش بل هي ما تلون حياتنا التي لا تعرف الا لونيّ الجدية والواقعية القاتمين.
والمفارقة ايضا، اننا هالكون ايضا أن افرطنا بأنتاج الوهم، كمن ينسى حاضره بتقليب الامل في خياله!، والوهم ايضا حين يُصنع، في صوامع الكهنه واجتماعات الساسة، يُصبح شراً مطلقاً، وموتاً بطيئاً ومخدراً لنكون فريسةً لغيرنا لا محفزاً لغريزة بقائنا، بل وسيله لبقاء وصعود غيرنا!.
عبد العزيز عمر الرخيمي