ليلة انكيدو الاولى في بلاط جلجامش
مراياي كانت تعكس روحي لا فقط بدني حين اطل عليها، صافيةٌ كبدن عذراء يكاد يكون لها بريق ولم تمسسه نار، مراياي لم تصقل بإيدي ماهرٍ تعوج لعجزة الانساني صورتي ان انا أطلت فيها نظري وتذكرني بخطيئتي الازلية الابدية، نقصي انا ان رايت أعوجاجي بها يا جلجامش، كل مراياكم سحرٌ كبابل تدعي الكمال والفرات يفضح نقصها حين يعبر ويبدل جلده أيةً، والفرات مرأتي وحكمتي والنخل حين ينعكس خلفي زينتي والشمس والنجوم قنديلي، فلما سلبتني بدائيتي وخدعتني بوهم المدينة؟
مراياي كانت تعكس روحي لا فقط بدني حين اطل عليها، صافيةٌ كبدن عذراء يكاد يكون لها بريق ولم تمسسه نار، مراياي لم تصقل بإيدي ماهرٍ تعوج لعجزة الانساني صورتي ان انا أطلت فيها نظري وتذكرني بخطيئتي الازلية الابدية، نقصي انا ان رايت أعوجاجي بها يا جلجامش، كل مراياكم سحرٌ كبابل تدعي الكمال والفرات يفضح نقصها حين يعبر ويبدل جلده أيةً، والفرات مرأتي وحكمتي والنخل حين ينعكس خلفي زينتي والشمس والنجوم قنديلي، فلما سلبتني بدائيتي وخدعتني بوهم المدينة؟
اسواري عظمتي وصورتي الكبرى ويدي الطويلة خلف القصر، ان الكمال وهمٌ في البراري يا انكيدو والوهم ان تبقى حبيس حريتك المشتهات وبلا نظامٍ بلا احد، حكمة المرآة يا انكيدو ان يكون لك قرين، ومن ثم تجد عظمتك فيني عينيه حين يذل بسلطانك، ان يكن الفرات مرآتك في البراري وانعكاس جمال روحك الحرة الطليقة، فإني في عيون الخائفين والخانعين تحت سلطاني أراني بإزار الالهة، ونار الاضطراب والخوف في صدورة محرقت قرابيني وبخور آلوهيتي، فلما يا انيكدو اقتربت لأسواري ودون الخضوع لسلطاني؟
اسواقك زيفٌ ونظامك فوضى، تعطيني اشجار البراري ثمرها وتتدلى اكثر كرما ان انا تركتها دون ذهب ودون مقابل، هل طلبتك شجرة التفاح يوما برتقالا او تمرا؟ ام هل طلب منك الفرات ديّن ما اعطى، انا ادم قبل الخطيئة لا أسال ولا أسئل، روحانيٌّ، احتقر الجسد، فلما اجمع لما هو ذهابٌ واراكم الحجارة البراقة لأصنع للسماوات سلما، والسماوات اعطتني جانحي روحانين اثقلهما هذا الجسد؟ ان الحليب الذي اسقتنياه نسائك من اثدائهن خطيئتي الكبرى، ومن قبل كان الحب عندي كما السماء للارض يتبادلان الكلام العذب بموسيقى المطر دون ان يتلامسن فتهوي الدنيا كما هويت انا من روحانيتي وبدائيتي النقية لوهم الجسد والمدينة، والمدينة جسد الخطيئة الخفية!.
براريك ضجرٌ وبدائيتك فناء، ما الانسان لولا السعي للكمالِ وما الكمالُ لولا الخلود؟، انظر لأورك وانظر لبابل واشور، استحقرت مبانيها الشاهقاتُ نخل العراق طولا وكسرت انوف الجبال، انظر لرماحها كيف اجفلت الاسود وجعلت الانسان سيدا على الغاب، اننا في نقصنا كمالٌ حين نسد هذا النقص، فبلغنا بعرباتنا اعناق الظباء الهاربة وبنينا غرفا في اسوارنا حتى حسدتنا اعشاش النسور وما عادت النسور بعد اسوارنا شاهقه، فنت مصر وذهب الفراعنة الاولون للعدم وبقيّ ما صنعوا خالدا، وأليس الرسم في الكهوف بالبراري لاسلافك وأسلافي سعيُّ للكمال وشهوة للخلود، فلما تقول انها صنيعة المدينة وخطيئتها الابدية؟
عبد العزيز عمر الرخيمي