الأحد، 24 أبريل 2016

تجليات فلسفية: الإنتحار مع القطيع!

تجليات فلسفية: الإنتحار مع القطيع!


أولئك الجنود الذي ماتوا في المعركة ليتحقق النصر، لم ولن نعرفهم!، فقط ذاك الذي لم يشارك إلا قيادةً من خارج المشهد، يتمتع بلذة النصر مع النياشين والصيت بلباس لا يتسخ بدماء القتلى، وكأنه أختزل أرواح كل من ذهبوا وبهم علا أو كأنهم  احجار على رقعة الشطرنج لا قيمة لهم إلا اثناء اللعبة، فإن انتهت أغلق عليهم تابوتهم الخشبي، ليقوم اللاعبين بين منتصر وخاسر، وليقضي بقية حياته مع لعب واحجار اخرى!، هل هذه مصيبة ان تصبح ذات كل فرد، ذيلاً غير مكرماً  للجماعة لا مثالا مستقلاً، كرامتها الوحيدة الدفن بعد الموت !.
‏⁧‫
‏كما في المعركة كذلك في المجتمع، حين تُسحق اي ذات عمد محاولتها  الاستقلال عن الجماعة، ومحاولة  صنع نصرها الخاص، في معركتها مع المجد الخاص بها، تُقتل وان ظلت حية، الاستقلال جوهر الانسانية، ما الانسان إن لم يكن جسدة وروحه مستقله،بذاتيتها تفيد الجماعة، لا تستغلها الجماعة كترس في آلة ضخمة!.
‏⁧‫
‏حين يكون نمط القطيع، هو المفروض علينا والسائد، ولا يكون للذاتية مكان، يغيب حتى العقل مع الشخصية، ويصير الايمان مذاباً في الجماعة، الحق ما يفعلون والباطل ما تركوا، والشذوذ يعني الطرد منها مما يعني إيمانياً إعدام معنوي، وبهذا تذوب حتى أعظم المسائل الحق والباطل.

بل ولا أبالغ إن قلت لا يلام ذلك الفرد إذا تنقل بين الجماعات المتناقضة حتى  ينتهي به الامر إلى اشرسها وأخطرها، فيصير سيفاً وترساً  لقطعان الموت والدمار، فهو لا يعلم ولن يعلم!، لانه في النهاية مغيب فكرا وحكما عن ذاته إن كان لها وجود أصلا!، فقط تلك الذات المستقلة هي المفكرة والخصم والحكم لنفسها.
‏⁧‏
‏⁧‏⁧
‏⁧‏⁧

عبد العزيز عمر الرخيمي

الاثنين، 4 أبريل 2016

مصاصيِّ المشاعر

تجليات فلسفية: مصاصيِّ المشاعر


‏أروحنا ليست فقط مصدر حياة، بل أيضا أوعية زجاجية، تحوي كل مشاعرنا السعيدة وذكرياتنا المفرحة، صندوق طيّفي لصور أولئك الذين نحبهم، كما آنية الخمر، يتعتقون لنشرب من نخبهم في أخر العمر!، وحدهُ من يستطيع كسرها، من نفتح له استارنا ونجعله يقترب لها أكثر، اما اولئك البعيدين عنها لا يستطعون حتى تهشيمها، فقط وحدهم القريبين من يستطعون كسرها!.

‏حين نحطم روح احدهم، نحن لا نأذيه هو فقط، نحن اعلنا الاذى على كل من حوله ومن سيحبه وبل من سيحاول تضميد جراحة حتى!، فروحه المتطاير بعد تحطمها تصيرُ كشظايا الزجاج، تجرح كل من يقترب منه!.

‏كما هناك مصاصيِّ للدماء بالمعنى المجازي، هناك مصاصيِّ مشاعر، تهشمت ارواحهم وفأصبحت خاويةً ارواحهم بعد ان انسكبت منها مشاعرهم، فلا سبيل لهم إلا أن يقتاتوا علينا وعلى مشاعرنا بعد تحطيم اروحنا مثلهم!، بل وربما سيجعلوننا مثلهم، نبحث عن ضحية ولنحطم روحها ونتغذا على مشاعرها المنسكبة، كما الباعوض!.

وحدهم المباركون أولئك الذين، كما النحل لا يأخذ الرحيق إلا بعد إستاذننا، فيعيدوه بعد ذلك عسلا طيبا، اولئك الذين ولا يتسلون لنا إلا بالاذن النبيل وإم امتصوا اهتمانا اعدوه لنا كرة اخرى (ذكرى جميلة)، ذكرى ربيعية اذا جاء الشتاء، والمشاعر زاد الروح، ومؤنها لأخر العمر!.




عبد العزيز عمر الرخيمي