الجمعة، 11 أغسطس 2017

تجليات فلسفية: إفساد ما أصلحته الفلسفة


تجليات فلسفية: إفساد ما أصلحته الفلسفة


كان الاعتقاد السائد بل يصل للمرحلة الايمان، إن ما أفسدة الدهر لن يصلحه أمهر العطارين، لكن في عصرنا الحالي اصبح هذا المثل مجرد تاريخ لعجز الانسان القديم، الذي كسر أنف ابو الهول وحطم حدائق بابل ومنارة الاسكندرية وعجز حتى على ترميمها، بينما اليوم كل شيء يعاد ترميمه من انف ابو الهول وصولاً لجماجم لم نشهد كيف كان وجه صاحبها، إلا الفلسفة!.

يقول احد المؤرخين بأقتضاب بليغ: ( أن تاريخ الفلسفة هو تاريخ الحرية!) ولكن الحرية مما؟.
إنها الحرية من الهة مزيف آمن الكثير منا، أننا وعالمنا أُلعوبه بأيدهم ثم الحرية من كهنة احتكروا الحقيقة حتى نصل لكنائس ومجامع بطاقمها تحتكر حتى التفكير عنا!.

كانت غاية الفلسفة الاسمى ليس الميتافزيقا وحسب بل إعداد أسلوب تفكير وسُبل تكون متاحة للجميع، فالكل يستحق ان يجد الحقيقة بنفسه، لهذا كانت التجسد الحقيقي للحرية في مجال المعرفة، ولازالت تحاول كمايسترو الاوكسترا تطلب بشكل جماعي البحث عن الحقائق الكلية لا الجزئيات السخيفة والمتغيره، مع ذلك أُفسد ما صنعت بكنائس جديده ومجامع كهنوتية أشد صلابة بل وألهة مزيفه جديدة إلا وهم العلماء!.

ظلت الفلسفة تحتقر المعرفه الحسية والتجريبية، لعدم يقينيتها بشكل ثابت ونهائي، إن البحث بالجزئيات لا تؤدي إلا لعدد لا نهائي من جزئيات اخرى بل وربما ما نبحث عنه بالاستقراء ونظام السببية قد يكون وهماً ذاتيا كما اثبته ديفيد هيوم!.

الحق الحق، حين قال احد اشد المتطرفين للعلم التجريبي والعلوم ان البشرية لن تتطور الا بسقوط اخر حجر من اخر كنيسة على اخر قسيس، لا يعلم انه بنفس الوقت الذي قال فيه هذا الاقتراح المتطرف كانت من حوله، تشيد كنائس جديد بلا صلبان او أهلة، كنائس ذات تسلسل كهنوتي متشابه، بل وربما مجمع ألهة كما في الاولمب قديما، تحتكر المعرفة وتصادق على الصحيح والرديئ منها احيانا حسب الجغرافيا واحيانا كثيره حسب الايديولوجيا بل وربما المال!.

كانت صدمة الفيلسوفة حنه ارندت من توقف ايخمان والنازيين عن التفكير وترك لمؤسسات كبيره تفكر وتقرر عنهم، شديد لما ألت له النفس البشرية، ولكن لو التفتت قليلا يمينا وشمالاً، لوجدت ان ما حصل للنازيين سياسيا، يحصل لما معرفياً، نحن اسرى لمعارف تصدر من مجامع كبرى معرفية، صنعت بنفسها قوالبها، بل حتى تفكيرنا ونتائجنا اسيره فينا كي لا نصتدم بتلك المجامع التي لها محاكم تفتيش في كل المجتمع، كيف ان نقول قولا يخالف ما قال ذلك العالم التجريبي وذلك! ستضربنا العامة بالحجارة كانبياء اورشليم بلا شك!.


فهل حق أٓفسدت كنائس العلم التجريبي الناس وما صنعته الفلسفة؟ ربما!.

عبد العزيز عمر الرخيمي