الأربعاء، 23 نوفمبر 2016

مشاعر منثوره: وفي محراب عينيها

(مشاعر منثوره)
وفي محراب عينيها

وأنا اطيل في عينيكِ تأملاتي
أجدني بين الف راهبٍ وناسك

وأجدني أسيراً بين الالاف النفوس
معهم في عينيكِ من دخان قيود!.

وأنا أطيل في عينيكِ تأملاتي
 أجدني اسبح في كون
 يحيطهُ ألف نجمٍ وكوكب!
وأجد روحي الضائعة منذ ادهر
تلوح بالوداع وفي عينيك تغوص اكثر!

وأنا أطيل في عينيكِ تأملاتي
اجدها محراباً لمئة عبادٍ ومنافق!
وأجد الملائكة يخاصمون الشياطين عليها
أهي للعالمين جحيمٌ أم هي جنان!

واجدها لي جحيما يؤرقني ويعذب روحي
التي ثارت علي وفي ملكوتها ذابت!
ثم اجدها نعيما لجسدي الذي وجد
ليعبد تجليات الله في كل جمالٍ خلق
وبعينيكِ للعارفين في أيات الله المنثور في البرية
أخر التجلي ومِسكُ الختام

عبد العزيز عمر الرخيمي

السبت، 5 نوفمبر 2016

تجليات فلسفية: المعراج على سحب الالم


تجليات فلسفية: المعراج على سحب الالم



بين الالم والامل ليس فقط إشتراك حرفيّ او بنفس الرتم الموسيقي اللغوية، بين الالم والامل شعوب وكهنه ومعابد بل وفلاسفة يفصلهما جدار التضاد، فألاخيرين قدسوا الامل ولم يروهُ إلا وجهاً من وجوه البقاء وغريزةً لهذا البقاء لا فقط شعور عابر وثانوي بل ضروري ودونه يسقط الفرد في ظلمات الالم!، بينما اولئك الذين لا يرون الا بنقيضة النجاة ، لا يرون في الالم إلا الجسر الوحيد للسعادة ومعراج سماواتها، واما الامل فصنمٌ لإلهٍ زائف طقوسه من خمرٍ وأفيون لا تحفز اي حركة للفرد الساقط في مستنقع وحل البؤس، وتبقيه فيه جامداً يترجي من هذا الصنم النجاة فلا هو من البؤس فر ولن يحاول لذلك سبيلا، مخلدٌ فيه إلى أجل ربما لا يسمى!.
‏⁧‫
‏‏بينما الألم كما يراه مناصريه، لهُ وجود مادي وضروري لحياتنا كبشر، فليست إلا كما عصا الأب وتوبيخه ولكن بيد الدهر، توقض ذلك الغافل، وتُأدب ذلك الطائش، بل هو المعلم الماهر لأولئك المغفلين الذين لا يتسمعون لهمسات الحكمة التحذيرية!.
‏⁧‫
كثيرا ما يكون دواء الشيء من نفس جنسه، فالنار إذا أشتدت لا تحارب إلا بذاتها ولا يفل الحديد إلا الحديد!، فكم من آلامٍ لا يدفنها إلا معول آلام أخرى حديثة!، ولربما لهذا السبب، يطفئ البوذي لعنة نداءات جسده لما يكره بالمشى على الجمر، عله على دخانها تتجلى روحهُ من حطب الجسد!.
‏⁧‬⁩
‏وليست اللذة إلا اول عناقيد شجرة الالم، ألم ترى لأولئك العطاشى بعد تيههم بالصحراء، يرون في الماءِ طعمَ لذة النجاة ويشتمون فيه لذة تستقر فيه روحههم المضطربة بل منه يستطعمون طعما لا يدركه غيرهم!، رغم انه لا طعم له ولا رائحة ولا لون!.
‏⁧‫
أو ربما ليس الامل إلا ابننا للالم، إن المُتأمل ليس إلا شخص يتألم ولكن اكتفى بالجلوس على صفيح المه عن تجاوزه!، أو ربما ليس الالم الا شوكا في وردة الامل، تحفز أولئك المصروعين سكرى في احلام اليقظة، ودرسا ما ورائيا، للالم أيضا فلسفة ما ورائية وحبل من طيف خفيَّ، يشد الناس بعضهم ببعض، أوليس الاشتياق عند المحبين ألما؟ وحرص الابوين على أطفالهم ألما برداء خوف؟، وإن الايثار بين الصديقين وتضحية القلة للكثرة، آلامٌ ولكن بقناعٍ باسمٍ لطيف!.


عبد العزيز عمر الرخيمي

الاثنين، 22 أغسطس 2016

تجليات فلسفية: إن عالم بلا وهم لا حياة فيه!


تجليات فلسفية: إن عالم بلا وهم لا حياة فيه!

ذاك التائه بالصحراء تراهُ سينجوا لولا مناداة السراب له؟، قطعاً لا!، فلولا هذا الوهم الذي يوحيه ان رحلته مع الموت قد شارفت على الانتهاء لستسلم لليأس وهلك!، للوهم اوجه ادانها شكلُ من اشكال الامل، بل ليس الامل إلا وهمٌ في اقصى حالاته، لولاهُ لما حُفزت غريزة البقاء فينا واستمرينا في الحياة!.
‏⁧‫
‏إن الوهم للروح كما الادرينالين للجسم، تفرزه عقولنا لتبقى ارواحنا تصارع ما يعانية الجسم بل لتطير به ان شارف على الاستسلام، في أشد حالاتنا وأصعبها، ‏وربما أولئك البائسين اليأسين وعلى شفى حفر الموت، هالكون لانهم توقفوا عن انتاج الوهم، وتوقفت ارواحهم من تعاطي الامل!.
‏⁧‫
إن أعظم الاشياء التي تحفز اروحنا للحياة ليس أكثرها إلا وجهاً من اوجه الامل، الاحلام التي نصارع على تحقيقها تبقى وهماً قبل ان تولد على الواقع، بل وذاك الحب الذي نجري في ميدانه قد يثبت الدهر انه ليس الا وهماً قطعنا مسافة كبير في الحياة لاجله!، نحن نتعاطى الاوهام لنعيش بل هي ما تلون حياتنا التي لا تعرف الا لونيّ الجدية والواقعية القاتمين.
والمفارقة ايضا، اننا هالكون ايضا أن افرطنا بأنتاج الوهم، كمن ينسى حاضره بتقليب الامل في خياله!، ‏والوهم ايضا حين يُصنع، في صوامع الكهنه واجتماعات الساسة، يُصبح شراً مطلقاً، وموتاً بطيئاً ومخدراً لنكون فريسةً لغيرنا لا محفزاً لغريزة بقائنا، بل وسيله لبقاء وصعود غيرنا!.
‏⁧ 

عبد العزيز عمر الرخيمي

الأحد، 7 أغسطس 2016

تجليات فلسفية: الانسان الخالد

تجليات فلسفية:
الإنسان الخالد


مذ ولدتُ وانا سؤالٌ يبحث عن أجوبة
قيل لي: لا تتدنس بالسؤال!
هذا ما حرمنا من فردوس السماء!
هذه خطئتنا الاولى وبوابة خروجنا
كثرت الاسئلة!
‏⁧‫
‏فوجدتُ فراديس عدن على أرضي
 حين وجدت الاجوبة
 بعد أن اكثرت الاسئلة!
 انما الانسان سؤالٌ
 وجد ليصخب الارض الميته بصمتها
بالاسئلة!.
‏⁧‫
‏قيل لي: عمركُ يمتد بسؤالك فلا تبحث عن جوابك
 أن الجواب موتك!
 فلما وجدت جوابي ولد ألف سؤال
وعشت الف حياة بعدد الاسئله
واكثر مما عاشوا أولئك.
‏⁧‫
‏أولئك الذين
لم يبحثوا عن الجواب
فأجاب العمر عنهم بأواخرهِ
ولم يموتوا!
بل أتعبهم حِمل الاجوبة في أخر العمر
ولم يطيقوا صخب الاسئلة!.
‏⁧‫
‏بأغلال السؤال نولد
(لماذا نحن هنا؟)
ونظل عبيداً للعبث
أن لم نجد جواب!
(لنعمر الارض وننقش نحن كنا هنا)
وبهذا الجواب نتحرر.

‏وبالاجوبة نقتل العدم ونخلُد
حينما نعيش بأفواه الأخرين
بعد أن يتحرروا من أغلال السؤال ويجدوننا
نحرس أبواب الجواب.
‏⁧‫
‏⁧‫


عبد العزيز عمر الرخيمي

الخميس، 16 يونيو 2016

وفي وجهها وعدُ الالهِ!

وفي وجهها وعدُ الالهِ!

عِدي، وإن لم توفي
يكفي الوعود انها
بأنفاسكِ لمسامعي
حلقت!
عِدي، وإن لم توفي
أتُعاتبُ طيور الربيع
أن هي وعدت بغنائها
الانام بخلود الربيع
ثم أخلفت؟
عِدي، وإن لم توفي
يكفي أن تكون باقيةً
وفلسفة الوعود
أن يبقى الجمال
إن العوالم ببشاعة
نفوس ساكنيها أظلمت!
عِدي، إن وعد الغزلانِ
إن هي تهيئت لصياد
بوقوفها أنها لن تجفلا
وباطل وعدها إن هي بودعها
أوفت!
عِدي، واخلفي وعودكِ
لن يجرح ذاك كمالكِ
ألا يكفي الانام بكمالكِ
أنكِ، أيةٌ من ايات الاله
يُرى فيها مجد الصانع فيما
صنع!
أوليس تأمل جمال صنعةٍ
عبادةً خفية لمن صنع؟
عِدي، وأخلفي وعودكِ
ففي كمال وجهكِ وعدٌ من وعود الاله
وأليس لِلاله وعدٌ بأن يكون لهُ
في كل شيء أيةٌ؟


عبد العزيز عمر الرخيمي

الأحد، 24 أبريل 2016

تجليات فلسفية: الإنتحار مع القطيع!

تجليات فلسفية: الإنتحار مع القطيع!


أولئك الجنود الذي ماتوا في المعركة ليتحقق النصر، لم ولن نعرفهم!، فقط ذاك الذي لم يشارك إلا قيادةً من خارج المشهد، يتمتع بلذة النصر مع النياشين والصيت بلباس لا يتسخ بدماء القتلى، وكأنه أختزل أرواح كل من ذهبوا وبهم علا أو كأنهم  احجار على رقعة الشطرنج لا قيمة لهم إلا اثناء اللعبة، فإن انتهت أغلق عليهم تابوتهم الخشبي، ليقوم اللاعبين بين منتصر وخاسر، وليقضي بقية حياته مع لعب واحجار اخرى!، هل هذه مصيبة ان تصبح ذات كل فرد، ذيلاً غير مكرماً  للجماعة لا مثالا مستقلاً، كرامتها الوحيدة الدفن بعد الموت !.
‏⁧‫
‏كما في المعركة كذلك في المجتمع، حين تُسحق اي ذات عمد محاولتها  الاستقلال عن الجماعة، ومحاولة  صنع نصرها الخاص، في معركتها مع المجد الخاص بها، تُقتل وان ظلت حية، الاستقلال جوهر الانسانية، ما الانسان إن لم يكن جسدة وروحه مستقله،بذاتيتها تفيد الجماعة، لا تستغلها الجماعة كترس في آلة ضخمة!.
‏⁧‫
‏حين يكون نمط القطيع، هو المفروض علينا والسائد، ولا يكون للذاتية مكان، يغيب حتى العقل مع الشخصية، ويصير الايمان مذاباً في الجماعة، الحق ما يفعلون والباطل ما تركوا، والشذوذ يعني الطرد منها مما يعني إيمانياً إعدام معنوي، وبهذا تذوب حتى أعظم المسائل الحق والباطل.

بل ولا أبالغ إن قلت لا يلام ذلك الفرد إذا تنقل بين الجماعات المتناقضة حتى  ينتهي به الامر إلى اشرسها وأخطرها، فيصير سيفاً وترساً  لقطعان الموت والدمار، فهو لا يعلم ولن يعلم!، لانه في النهاية مغيب فكرا وحكما عن ذاته إن كان لها وجود أصلا!، فقط تلك الذات المستقلة هي المفكرة والخصم والحكم لنفسها.
‏⁧‏
‏⁧‏⁧
‏⁧‏⁧

عبد العزيز عمر الرخيمي

الاثنين، 4 أبريل 2016

مصاصيِّ المشاعر

تجليات فلسفية: مصاصيِّ المشاعر


‏أروحنا ليست فقط مصدر حياة، بل أيضا أوعية زجاجية، تحوي كل مشاعرنا السعيدة وذكرياتنا المفرحة، صندوق طيّفي لصور أولئك الذين نحبهم، كما آنية الخمر، يتعتقون لنشرب من نخبهم في أخر العمر!، وحدهُ من يستطيع كسرها، من نفتح له استارنا ونجعله يقترب لها أكثر، اما اولئك البعيدين عنها لا يستطعون حتى تهشيمها، فقط وحدهم القريبين من يستطعون كسرها!.

‏حين نحطم روح احدهم، نحن لا نأذيه هو فقط، نحن اعلنا الاذى على كل من حوله ومن سيحبه وبل من سيحاول تضميد جراحة حتى!، فروحه المتطاير بعد تحطمها تصيرُ كشظايا الزجاج، تجرح كل من يقترب منه!.

‏كما هناك مصاصيِّ للدماء بالمعنى المجازي، هناك مصاصيِّ مشاعر، تهشمت ارواحهم وفأصبحت خاويةً ارواحهم بعد ان انسكبت منها مشاعرهم، فلا سبيل لهم إلا أن يقتاتوا علينا وعلى مشاعرنا بعد تحطيم اروحنا مثلهم!، بل وربما سيجعلوننا مثلهم، نبحث عن ضحية ولنحطم روحها ونتغذا على مشاعرها المنسكبة، كما الباعوض!.

وحدهم المباركون أولئك الذين، كما النحل لا يأخذ الرحيق إلا بعد إستاذننا، فيعيدوه بعد ذلك عسلا طيبا، اولئك الذين ولا يتسلون لنا إلا بالاذن النبيل وإم امتصوا اهتمانا اعدوه لنا كرة اخرى (ذكرى جميلة)، ذكرى ربيعية اذا جاء الشتاء، والمشاعر زاد الروح، ومؤنها لأخر العمر!.




عبد العزيز عمر الرخيمي

الاثنين، 28 مارس 2016

تجليات فلسفية: تجريد الإنسانيته

 تجليات فلسفية: تجريد الإنسانيته


يقول زهير بن ابي سلمى في معلقته بوصف الانسان: لسان المرء نصفه ونصف فؤاده فلم يبقى إلا صورة اللحم والدمِ!، جوهر الانسان حزمة أفكار في الفؤاد واللسان، فما يسكن الفؤاد ليس إلا افكار تم تبنيها وما يخرج من اللسان إلا ترجمة شخصية لها، الافكار هي ما تميزنا بعضنا عن بعض وليست صورنا، وربما ليس اروحنا إلا نسيج من فكر نحيكُها طوال حياتنا.

‏⁧‫‏قد نجد إنسانين، يتشابهون بنفس صورة اللحم والدم كما يقول زهير، التوأمين مثلا، لكن ما يميز بعضهم عن بعض، حزمة الافكار التي يتبنينها، فيتميزان حتى للاعمى!، و‏ما يميز الانسان بالنهاية، هي الحرية بتبني تلك الافكار صقلها، وأي محاولة لسلب هذه الحرية، محاولة لتجريد الانسان عن إنسانيته!، بل ايضا ما يميز الانسان عن غيره من الحيوانات، إنهُ كومة أفكار تتسجد ببدن، وما يميز عن باقي بني جنسه، هي انتقاءه لتلك الافكار وتنقيحة وتعديله لها، كما البستانيّ الماهر ينقي حسب ذوقة الورود لباقة من إبداعه.

‏⁧‫‏وأي محاولة ايضا لفرض افكار عن مجموعة او امة معينه، استعباد من نوع اخر، وتجعلهم آلات يتم برمجتها، والآلات لا تبدع أو تتطور!، ربما هذا ما قصده سقراط حين قال: تكلم كي أراك، وربما هذا ما قصده أيضا زهير.
‏⁧




عبد العزيز عمر الرخيمي

الجمعة، 25 مارس 2016

تجليات فلسفية: حين نصيرُ أحاديثاً

 تجليات فلسفية: حين نصيرُ أحاديثاً


"احاديث تبقى والفتى غير بخالدٍ" بهذا الكلمات اختصر الشاعر عروة بن الورد، الصراع الوجودي في نفس العرب بالجاهلية، ما معنى حياة نقذف فيها بلا أي دور او هدف؟ وما معنى حياة انتهائها فناء؟، ربما لهذا جاهدوا لنيل الادوار فيها وأن يصنعوا لها معنى وبهذا خلد الكثير منهم، الشاعر والكريم والفارس.

و‏كانهم لا يردون ان يموتوا ويقاومون الموت، بالمجد، ليبقوا احياء وخالدين بأفواه من بعدهم، احاديث تبقى، وهالك بنظرهم من لا يبقى حديثا بعد موته!، وكأنهم لا يرون هذه الحياة إلا مسرح كبير كما يرى شكسبير، خير لك أن تاخذ دورا وتصنع له معنى على ان تقذف فيها وتعبرها الى الفناء، كأن لم تكن!.
‏مؤلمة جدا منظور الحياة بعدمية، الاكثر إلماً ان تمر على هذه الدنيا كما ريشة تتقذفها الرياح من وادي الى واد، وبعثيةٌ هذه الحياة إن كانت بلا معنى وإن كانت مسيرتك فيها كما ركاب القطار بين محطتيّ الموت والولادة.
‏والاكثر ضجرا من الخلود نفسه الذي كانت لعنة انصاف الالهة في الاساطير، ما معنى إن تعيش حياةً لا تنتهي؟ بلا معنى ؟ الموت بلا شك راحة واعظم راحةً أن لا تموت إلا تؤدي دورا في هذه الحياة فتكون بعد موتك حديث كما قال عروة، بهذا عرف الجاهليين الوجه الاخر من وجه الخلود، وترياق الفناء، ان يبقى ذكرك حديثا، والاحاديث لا تموت ما بقيت الافواه، كالشعلة التي تتخطفها روؤس الشموع..
‏⁧




عبد العزيز عمر الرخيمي

الأربعاء، 23 مارس 2016

تجليات فلسفية: الخلود في الذكريات


تجليات فلسفية: الخلود في الذكريات


‏بعض الذكريات كما الخمر، رغم لذتها وسلوانها الروحيّ لنا، تأكلنا من الداخل، كما تتأكل أواني الخمر الفخارية مع الزمن!.
‏‏ربما لسنا إلا أواني فخارية، نسكُبُ بعضنا ببعض، وبهذا نحب ونتكاثر وبهذا نخلد، أولسنا بالنهاية إلا ذكريات تعيش ببعضها إن فنا من الجسد؟.
‏⁧‫‏أوليس الحب ايضا بوجهه الأخر، شخصين يتقسمان نفس الذكرى ويسكبانها ببعضهم البعض طمعاً بالخلود في روحٍ اخرى، كما التكاثر للاجساد؟.

لسنا بحيوانات ناطقة ولا حيوانات عاقلة، بنحن أواني من ذكريات حية، نتكاثر بصنع الذكريات بين بعضنا البعض، ونعيش لصنع الذكريات التي نتقاسمها مع بعضنا البعض وبها نخلد!.
‏⁧




عبد العزيز عمر الرخيمي

الأربعاء، 2 مارس 2016

خطبة إبن زيدون الأخيرة


خطبة إبن زيدون الاخيرة


اسبلي جفون جواريكِ والحرس، ما عدت أنا بعد اليوم يا بنت عبدالرحمن طارق أبوابكِ ثمِلا ولا ضرب في خدركِ الجرسا، إن اكن من قبلُ ازاحمُ إليك عشاقكِ وارسي في هواكِ كما تستوي الفلكُ في مينائها بعد تلاطم الامواج، فاليوم تزاحمني إليك الاميالُ والمسافات والمُدنا!.

أغمضت الايام عني عيونها، فما عدت ذلك الذي تميل له أنظارها حيث يميلُ، ونهار العيد ما عاد كسالف عهده، أتحراه لأستبشر لقائكم في الخصامِ وفي نهار العيد لا انداد ولا خصماءُ، إن يكن العالمين يترقبون هِلالهم فهلالي اضحى في دار وتخسفهُ عن عيني سحبُ الانداد والاعداءِ، وفي دين عشقي لا عيدٌ إن لم اشهد شرفتكِ ولا اشهد ظلكِ الذي لا يكاد يحجبه من الشرفة النوافذ والاستار، ولا اشهد ظلالك يشي بي وانا تحت الشرفات لكِ بالانظار استرقُ.

يا دار قرطبة، سقتكِ الايام بهرجها والماء العذب الفرات عساها تسقكِ المزنُ، أن لي فيكِ ذكريات تمشي في شوارعكِ، مع ولادة أكاد عياناً اشهدها، كاشباح من ضبابِ بنيتها تسبح في سحب الشموع كأننا روح المدينة لا فيها البشر، وفي كل زاوية فيكِ عن ولادة خلقت خيالاتِ فكادت تزاحم المارين والشرطة وفي السماء الشهبا.

غدت يا بنت المستكفي محرمةً علي، كما حرمة على بني اسرائيل القدسُ، كأن لم اكن من قبل سليمان فيها، تحت طوعي شياطين الشعر وبصولجان عشقكِ تحسدني الانسُ، وطردت من مدن عشقك كما طرد إبليس من جنات الخلد، فلا تتحري مني شعرا كالامس بين قوافل الشعراء إن جائوكِ، فكيف اقول الشعر ومنك لا يأتيني المددُ، ولا تُعدِ في الليل سحب البخورِ والعطور تتحرين شبحي، ان النوم منذ طردتُ من داركِ جفانيّ، حتى من نعمة اللقاء بكِ بالاحلام صارت ممنوعةً، كالجنة على ارواح الشياطين ممنوعة!.

وداعا يا ولادة، كما ودع هرقل الشام بعد فتحها، واغمض عينيه عنها ليحبسها في الانظار بعد إن حرمت عليه كما حرمتِ علي، فوداعاً لا لقاء بعده.



* هي خطبة خيالية لا وجود لها إلا في رأسي، فكان إبن زيدون تقمص في والقاها، أو كإني ببن زيدون حللت فإتحدت، فاوحى لي للعشاق اياتاً، وكثيرون منا من عاش عشق ابن زيدون وفقد ولادته

عبد العزيز عمر الرخيمي

الثلاثاء، 9 فبراير 2016

ذات العينين الصاخبتين

ذات العينين الصاخبتين

عينيكِ العميقتين الصافيتين، تُسكرني...
وتبعث الحياة في داخلي وتزهر بنفسجاً
وربيعا...
من قبلكِ روحي الملولةُ تزعجني
من قبلكِ لا يهرول الزمان عني
سريعا!.
‏إن أشرقت عينياك في موعدنا...
ذابت روحي في بدني كما الشمع!
وتبخرت للعالمين عبيرا
وإن غربت عينياك قامت روحي من رمادها
تسألني عن موعدٍ لكِ أخيرا!.

‏ذات العينين الصاخبتين، الفاتنتين...
القاتلتين ثم المحييتين...
أشرقي نهارا باسماً، أو تعالي ليلاً مقمراً مضيئا
ولا تكوني كما الفجر قصيرا، ولا شفقاً سريعا!.


عبد العزيز عمر الرخيمي